احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

معجزة الليل

لا أنكر حبي للخلوة في غالب الأوقات، كما لا أنكر شعوري بالوحدة ليلة أمس. فتحت النافذة و سمحت لعبق الليل أن يقتحم غرفتي و رأيت السحاب ينقشع بسلاسة مفسحا المجال لسيده العظيم، فيخترق نور القمر ديجور الليل الدامس بكبرياء ملكي. كله بسلاسة و انتظام، كما لو أنها معزوفة صامتة. أدركت حينها ولو جزئيا، معنى الإستمتاع بالصمت، و كم ذا تمنيت لو أني أتمكن من حقن ولعي بسمفونيات الليل الصامتة، لحبيبة لي، تشاركني إياه كلما فتحت النافذة. لا أنكر شعور الوحدة ذاك وقد غذاه صمت موحش رهيب. تثاقل جفناي و تراجعت خطوتين مودعا المسرح الصامت و أنا أسرق آخر القطع المظلمة فإذا بعواء ثقيل يكسر وحشة الليل يعلوا بين الأشجار الباسقة و كأنه يشكو للقمر جرحا غائرا. عواء ذئب جريح، خرج منتصرا من المعركة فتوجه لأعلى نقطة يحتفي، مرسلا عوائه المجلجل عبر الأثير و يشهد عالم الليل بنصره مشهرا جراحه. و أنا من عالم الليل أيضا أشهد في ذهول إحدى معجزات الطبيعة، اتصال عميق بين أهل الأرض و السماء، بين الذئب و القمر. فقلت في نفسي، أنى لصمت الليل أن يكون راحة للنائمين و أنا أشهد فيه كل ليلة تحفة جديدة.

تبدد ظلام الليل شيئا فشيئا فأسرعت إلى مضجعي سارقا أخر مشاهد السهرة، قبل أن يفسد نور الشمس نشوتي و يمسح عني ذكرى ليلة الأمس.

 

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق